العدو بشكل عام مزعج !!عندما يكون عدوك أفضل شيء يحدث لك

العدو بشكل عام مزعج، فهذا يعني أن هناك شخصاً يسعى للتفوق عليك، وهذا يعني أن هناك شخص يتربص بك كي تسقط فيشمت، وأن هناك شخص يراقب كل حركة لك ليصطاد عثراتك، بالتأكيد العدو مزعج!

لكن العدو مفيد أيضاً، واليوم في فقرة الرياضة والإنسان نتوقف لنبحث عن فائدته في الرياضة، فهذا العدو هو أفضل شيء يحدث للأفراد والفرق في الرياضة.

فتخيلوا برشلونة لو لم يكن هناك ريال مدريد ولم يأتِ إليهم جوزيه مورينيو، لتراجعت روح الفريق مثلما كانت العادة التاريخية للمتفوق بأن يمل الانتصار، لكن وجود الخصم المتربص جعلهم يشترون النجوم ويرفعون الجودة ويلعبون بروح شرسة في كل مباراة، هنا كان الريال أفضل شيء يحدث لبرشلونة.

والعكس صحيح، فوجود برشلونة جعل ريال مدريد يتطور أيضاً وبسرعة، فالريال دخل سوقاً ممتازة عام 2009 و2010، وجلب أفضل مدرب متوفر في العالم، ولم يبخل على اللاعبين بالأجور ولا بالمزايا، كل ذلك طور الفريق فنياً ونفسيناً ليواجه خصمه.

هذه حقيقة في كل مكان، فالسير اليكس فيرغسون ما كان ليشتري مهاجماً من وزن روبن فان بيرسي وبمبلغ مرتفع نسبة إلى عمره لولا أنه لم يرد أن يراه في السيتي، وبايرن ميونخ ما كان ليتطور بهذه السرعة ويدخل سوقاً مجنونة لولا أن دورتموند عاداه وتفوق عليه.

هذا التطور يأتي على المستوى الأخلاقي والاجتماعي أيضاً، فجزء مهم من أفعال اللاعبين الخيرية ونشاطاتهم الاجتماعية ليست إلا نوع من الحرب مع أعدائهم، فبعد أن بادر رونالدو ليسأل عن بويول كان لا بد لميسي أن يسأل عنه وكلاهما كانت إصابته في الكتف، وكأن الكتف بالكتف هنا، هم يتطورون أخلاقياً بسبب وجود عدو، لذلك العدو مهم جداً لهم لتحسينهم كأفراد وكلاعبين.

يا صديقي لا تحزن لو واجهت عدواً في حياتك، لا تحزن لو قست عليك الظروف، فهذه فرصة لتطورك، فرصة كي تصبح أفضل وتنتصر وتذهب لمستوى أخر في هذه الحياة، عدوك أفضل شيء يحدث لك!.

محمد عواد